أشار مرصد المحتوى الرقمي إلى أن التقنيات الحديثة، خاصة تلك المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، أصبحت تُستخدم بشكل متزايد لإنشاء محتوى مزيف يصعب تمييزه عن الحقيقي، مثل الصور والفيديوهات المدعومة بتقنيات توليد الصوت، هذا التقدم التكنولوجي يساهم في زيادة قدرة المجرمين على خداع الضحايا، مما يعرضهم لخطر الاستجابة لمطالبهم أو الدفع لهم دون أن يدركوا أنهم يتعاملون مع محتوى مزور.
و حذر المرصد من أن هذه الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتطور بشكل سريع، ما يجعل من الضروري تعزيز الوعي الرقمي في المجتمعات للتعامل مع هذه التحديات.
و في سياق الوقاية، نصح مرصد المحتوى الرقمي بعدم مشاركة محتوى حساس أو شخصي عبر المنصات الرقمية دون التأكد التام من مصداقية الأطراف المعنية، كما شدد على أهمية استخدام برامج حماية قوية وتحديثها بانتظام، بالإضافة إلى ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي حالات ابتزاز، مشيرًا إلى أن مسؤولية حماية النفس تبقى أمرًا أساسيًا يتعين على الأفراد تحملها.
من جانب آخر، أكد مرصد المحتوى الرقمي أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر فقط على التهديدات المرتبطة بالمحتوى المزيف، بل يُستخدم أيضًا بشكل إيجابي في العديد من المجالات، مثل تحسين دقة الأخبار وتقليل التحيز الإعلامي، إلا أن استغلال هذه التقنيات في نشر أخبار مغلوطة أو تحريف الحقائق يمثل تحديًا كبيرًا، ما يتطلب توجيهًا دقيقًا للمستخدمين ومقدمي المحتوى في كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وموثوق.
كما شدد المرصد على ضرورة التعاون بين الحكومات والشركات التكنولوجية في وضع حلول متكاملة لمكافحة المحتوى المزيف، هذا التعاون يمكن أن يشمل تطوير أدوات وتقنيات لرصد المحتوى الزائف بشكل أكثر فعالية، وضمان تعزيز الإجراءات الوقائية التي تمنع الاستخدامات الضارة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ويعتبر مرصد المحتوى الرقمي أن التنسيق بين القطاعين العام والخاص سيعزز الجهود المبذولة في مواجهة هذه الظاهرة المتزايدة.
وفي ختام تحذيراته، دعا مرصد المحتوى الرقمي إلى تكثيف الجهود في مجال التعليم الرقمي، من خلال إدماج برامج توعية حول تقنيات الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، كما أوصى بتدريب الشباب على كيفية التعرف على المحتوى المزيف وكيفية التفاعل الآمن مع التكنولوجيا.
المصدر : فاس نيوز ميديا