فاس – في إطار الدورة العادية للمجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بعمالة فاس – الدائرة الشمالية، التي انعقدت أمس الخميس 15 ماي 2025، تحت شعار “تقوية المسار الديمقراطي رهين بتخليق الحياة العامة”، تميز اللقاء بمداخلة للأستاذ علي لفحل، التي تناولت بالتحليل الوضع السياسي المحلي والتحديات التي تواجه المدينة.
وإلى جانب عرض مجموعة من الفاعلين المحليين في مجالات الاقتصاد والتنظيم، كانت مداخلة الأستاذ علي لفحل الأكثر تسليطًا للضوء على الإشكالات الكبرى التي تعيشها مدينة فاس، فقد ركز في كلمته على ما اعتبره “ضعف الأداء المحلي” في العديد من المجالات الحيوية، وعلى رأسها “تدبير الشأن المحلي، الذي يفتقر إلى رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين ظروف حياة المواطنين وتطوير البنية التحتية للمدينة”.
ولم يخف لفحل استياءه من “التدبير العشوائي”، مشيرًا إلى أن المدينة تواجه تحديات متزايدة في ملفات حيوية مثل السكن غير اللائق، وأزمة البنية التحتية، والظروف الاقتصادية، معتبرا أن الحلول المقترحة لهذه الإشكاليات تظل “محدودة وغير كافية”، مستعرضًا في كلمته الحوادث الأخيرة مثل انهيار المباني في الحي الحسني، والتي تمثل – بحسب قوله – “إحدى المظاهر الصارخة لفشل السياسات المحلية في توفير سكن آمن ولائق”.
و ربط لفحل هذه المشاكل بغياب التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية وافتقاد المدينة لرؤية تنموية تستثمر في إمكانياتها التاريخية والثقافية، ويحث المسؤولين المحليين على ضرورة “تحمل المسؤولية في معالجة هذه القضايا بشكل جذري”.
وفيما يخص مشروع كأس إفريقيا للأمم 2026 وكأس العالم 2030، الذي ستحتضن مدينة فاس جزءًا من فعالياته، دعا لفحل إلى “استغلال هذه الفرصة لتأهيل المدينة وتحسين بنيتها التحتية بشكل يليق بمكانتها التاريخية، بعيدًا عن الحلول الترقيعية التي لا تُسهم في معالجة المشاكل بشكل حقيقي”. وأكد على أن التحدي الأكبر يكمن في “الاستثمار الجاد في التحسينات الحضرية التي تواكب هذه الاستحقاقات الرياضية الدولية”.
وختم لفحل مداخلته بالتأكيد على ضرورة “الانخراط في مقاربة شاملة وجادة لتطوير المدينة”، محذرًا من أن الاستمرار في نفس السياسات الحالية لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع.
المصدر : فاس نيوز ميديا