افتتحت مدينة مكناس، في حفل رسمي، الصهريج التاريخي المعروف بـ “صهريج السواني” بعد عملية ترميم شاملة استغرقت خمس سنوات، وذلك ضمن برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة، خطوة تؤكد عزم السلطات المحلية على إعادة تأهيل هذه المعالم الأثرية الكبرى لتعزيز جاذبية المدينة على المستويين السياحي والثقافي.
و تجدد صهريج السواني، الذي يُعد من أروع المعالم الأثرية في مدينة مكناس، بمساحة تمتد لحوالي 300 متر وطول يتجاوز الأربعة أمتار عمقًا، شكله القديم الذي يعود إلى عهد السلطان مولاي إسماعيل، ليصبح وجهة مميزة في قلب المدينة العتيقة. وقد تزامن مع هذا الافتتاح الرسمي، إطلاق الدورة 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في نهاية شهر أبريل الماضي، وهو ما أضفى على المكان رونقًا خاصًا.
و شملت عملية الترميم إصلاح جدران الصهريج بعد إفراغ المياه المتراكمة داخله، وإحاطته بحواجز حديدية متينة لضمان سلامة الزوار. كما تم تجهيزه بمصابيح عالية الجودة، فضلاً عن تثبيت مقاعد مصنوعة من الإسمنت والرخام، مما يتيح للزوار الاستمتاع بجمال المكان، وزُينت جنباته بأشجار وأزهار تضفي عليه طابعًا طبيعيًا، مما يعزز التجربة السياحية للمكان.
و نُفذت عملية التأهيل في إطار برنامج شامل يهدف إلى الحفاظ على المآثر التاريخية بمكناس، ويشمل كذلك ساحة الهديم، باب منصور، والأسوار التاريخية، يعد هذا البرنامج جزءًا من جهود السلطات المحلية لترسيخ مكانة المدينة العتيقة كموقع سياحي عالمي، إذ يعكف على تطوير وترميم هذه المعالم التاريخية التي تشهد على عراقة المدينة وتاريخها.
و تستمر المدينة العتيقة بمكناس في استقطاب الزوار، بعد أن أضحت وجهة سياحية مرموقة بفضل هذه الإصلاحات المستمرة التي تهدف إلى تعزيز مكانتها الثقافية، يُعد صهريج السواني اليوم رمزًا حقيقيًا لإرث مكناس المعماري، بعد أن أُعيد له مجده بمواصفات حديثة تحترم أصالته وتاريخ بنائه.
المصدر : فاس نيوز ميديا