فاس/مكناس – تعيش عصبة فاس مكناس لكرة القدم على صفيح ساخن، وسط دوامة من الاتهامات الخطيرة والممارسات الصادمة التي تهدد بنسف مصداقية اللعبة في الجهة. فقد كشفت تقارير إعلامية متواترة وتصريحات لمسؤولين عن وقائع ترقى إلى مستوى الفضائح، تلقي بظلال قاتمة على كيفية تسيير شؤون العصبة وعملياتها الانتخابية.
فقد تحولت الجموع العامة، التي يفترض أن تكون فضاءً ديمقراطياً لاتخاذ القرارات، إلى مسرح لـ“الفوضى العارمة والصدامات”، بحسب ما نقلته عدة تقارير صحفية، كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة منع رؤساء فرق من ممارسة حقهم في دخول أحد الجموع العامة، مما يطرح علامات استفهام كبرى حول نزاهة وسلامة هذه المحطات الأساسية.
الأخطر من ذلك، هي الاتهامات المباشرة بـ“البلطجة” واستخدام أساليب ترهيب، والتي وصلت إلى حد الحديث عن “تفجير التقرير المالي للجمع العام السابق”، هذه الاتهامات القوية أشار إليها السيد عبد السلام بوعاز نفسه في مقابلة صحفية أجريت في مايو 2025، مفسراً بها أسباب استقالة كفاءات رياضية، وكان بوعاز قد تحدث أيضاً، في ذات المقابلة، عن “اختلالات وتراكمات سلبية أثرت على مناخ العمل الرياضي بالجهة” و“فوضى” و“تسيير أحادي”.
ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي يتحدث فيها بوعاز عن مشاكل التسيير، ففي فبراير 2025، وخلال ندوة صحفية، كان قد سلط الضوء على ما وصفه بـ“الخروقات المالية والتسييرية للجمع العام الانتخابي”.
إن هذه السلسلة من الأحداث والاتهامات الخطيرة، والموثقة عبر تصريحات ومصادر متعددة، لا تضع فقط شرعية العمليات الانتخابية السابقة والحالية على المحك، بل تهدد مستقبل كرة القدم في جهة فاس مكناس بأكملها، وتستدعي تدخلاً عاجلاً لفتح تحقيقات شفافة ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه الممارسات التي تسيء إلى سمعة الرياضة وقيمها النبيلة. فهل ستتحرك الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وكشف الحقيقة كاملة للرأي العام الرياضي؟
المصدر : فاس نيوز ميديا