وصلت مساء الاثنين 9 يونيو 2025، سفينة “مادلين” التابعة للناشطة السويدية غريتا ثونبرغ إلى الميناء الإسرائيلي في مدينة أشدود، بعد أن قامت البحرية الإسرائيلية باعتراضها صباح نفس اليوم أثناء محاولتها الوصول إلى قطاع غزة محملة بالمساعدات الإنسانية وعدد من النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية.
وقد رافق السفينة في دخولها الميناء زورقان تابعان للبحرية الإسرائيلية، حيث دخلت السفينة الميناء في حوالي الساعة 20:45 بالتوقيت المحلي. وعلى متن السفينة 12 ناشطاً من جنسيات مختلفة، بينهم فرنسيون وألمان وبرازيليون وأتراك وسويديون وإسبان وهولنديون، انطلقوا من إيطاليا في الأول من يونيو في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، التي تعاني أزمة إنسانية حادة بعد أكثر من 20 شهراً من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وذكرت السلطات الإسرائيلية أن الاعتراض تم في المياه الدولية، فيما أكدت غريتا ثونبرغ في تسجيل فيديو مسجل مسبقاً أنها ورفاقها تعرضوا للاعتراض والاختطاف في المياه الدولية. وأظهرت لقطات مصورة النشطاء وهم يرتدون سترات نجاة ويرفعون أيديهم أثناء الاعتراض، مع تسليم بعضهم هواتفهم المحمولة وفق التعليمات، بينما قام آخرون برمي هواتفهم وأجهزتهم اللوحية في البحر.
وتنتمي السفينة إلى “تحالف أسطول الحرية”، وهو حركة دولية سلمية تدعم الفلسطينيين من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والاحتجاج على الحصار البحري المفروض على غزة.
وأفاد وزارة الخارجية الإسرائيلية أن النشطاء يخضعون حالياً لفحوصات طبية للتأكد من سلامتهم قبل ترحيلهم إلى بلدانهم. ومن بين الركاب، يوجد ستة فرنسيين، بينهم صحفيان يعملان مع قناة الجزيرة ووسائل إعلام فرنسية، وقد أدانت منظمة “مراسلون بلا حدود” اعتقالهم من قبل الجيش الإسرائيلي.
كما أدانت قناة الجزيرة الهجوم الإسرائيلي على السفينة وطالبت بالإفراج عن مراسلها المحتجز.
وأفادت منظمة “عدالة” الإسرائيلية لحقوق الأقلية العربية، والتي تم تكليفها بالدفاع عن النشطاء، بأنهم سيُحتجزون في مركز توقيف قبل ترحيلهم من إسرائيل.
وتضم المجموعة أيضاً النائبة الفرنسية-الفلسطينية في البرلمان الأوروبي ريمة حسن.
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه تواصل مع السلطات الإسرائيلية لضمان حماية مواطنيه الستة وتمكينهم من العودة إلى فرنسا، وندد بـ”الفضيحة” التي تمثلها الأزمة الإنسانية في غزة.
وفي فرنسا، شهدت عدة مدن تجمعات احتجاجية كبيرة مساء الاثنين، دعت إليها قوى اليسار دعماً للنشطاء.
وأدانت تركيا بشدة ما وصفته بـ”الهجوم الوحشي” و”الانتهاك الصارخ للقانون الدولي”.
يذكر أن محاولة كسر الحصار البحري لغزة ليست جديدة، ففي 2010، تم اعتراض أسطول دولي يحمل نحو 700 ناشطاً من تركيا، وأسفر الاعتراض عن مقتل عشرة منهم في عملية عسكرية إسرائيلية.
وقد اقتربت سفينة “مادلين” من سواحل غزة رغم تحذيرات إسرائيل من أي محاولة لكسر الحصار البحري الذي تهدف إسرائيل من خلاله إلى منع وصول الأسلحة إلى حركة حماس.
واتهمت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو غريتا ثونبرغ ورفاقها بمحاولة “خلق استفزاز إعلامي” بهدف الترويج لأنفسهم.
ويواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لإنهاء الحرب التي أدت إلى دمار واسع في غزة، حيث يواجه السكان خطر المجاعة بسبب الحصار والقيود الشديدة على المساعدات الإنسانية، وفقاً للأمم المتحدة.
وكان هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 قد أسفر عن مقتل 1,219 شخصاً في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، بينما لا يزال 54 رهينة محتجزين في غزة، منهم 32 على الأقل توفوا، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وفي المقابل، قتل أكثر من 54,880 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، في الهجوم الإسرائيلي على غزة، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبر بياناتها موثوقة لدى الأمم المتحدة.
عن موقع: فاس نيوز