شهدت فرنسا مساء الأربعاء عواصف عنيفة خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، حيث أعلنت السلطات المدنية صباح الخميس مقتل شخصين وإصابة 17 آخرين، من بينهم حالة واحدة حرجة.
لقي طفل يبلغ من العمر 12 سنة حتفه إثر سقوط شجرة عليه بالقرب من مونتوبان خلال العاصفة التي ضربت البلاد في الليلة بين الأربعاء والخميس. وتم رفع حالة التأهب البرتقالي في جميع المناطق المتضررة عند الساعة الثالثة صباحاً.
وفي منطقة مايوين، توفي رجل كان يقود دراجة رباعية (كواد) بعد اصطدامه بشجرة سقطت على الطريق أثناء العاصفة، حسبما أفاد رجال الإطفاء.
وأشارت الحصيلة الأخيرة إلى أن ثلاث حالات كانت تعتبر حرجة تم تخفيض تصنيفها إلى إصابات طفيفة، ليصبح عدد الإصابات الخطيرة حالة واحدة في منطقة نيفر، و16 إصابة طفيفة.
تأثر حوالي 100 ألف منزل بانقطاع التيار الكهربائي صباح الخميس، خاصة في جنوب غرب فرنسا، وفقاً لآخر بيانات شركة توزيع الكهرباء “إنيديس”.
وتتركز الانقطاعات بشكل رئيسي في مناطق أوفيرني ونورد-ميدي-بيرينيه، حيث تأثر 27 ألف منزل في كل منهما، بالإضافة إلى 12 ألف منزل في منطقة وسط وادي اللوار، و10,500 في بورغوني، وحوالي 10 آلاف منزل في منطقة ليموزان.
وأوضحت الشركة أن العواصف العنيفة تسببت في سقوط أشجار وأغصان على خطوط الكهرباء، مما أدى إلى تعطل الشبكة، وأن صعوبة الوصول إلى بعض المناطق تعيق جهود الإصلاح.
لا تزال حركة القطارات متوقفة أو متأثرة في عدة مناطق، حيث أُوقفت صباح الخميس حركة قطار TER بين باريس وأميان بسبب شجرة مهددة بالسقوط على كابلات الكهرباء بين أميان وكريل، ومن المتوقع استئناف الحركة تدريجياً خلال منتصف النهار.
كما تم تحويل مسار ثلاث رحلات جوية كانت متجهة إلى مطار باريس شارل ديغول إلى مطار ليل ليسكين بسبب سوء الأحوال الجوية في منطقة باريس.
تأتي هذه العواصف بعد موجة حر شديدة شهدت ارتفاع درجات الحرارة فوق 35 درجة مئوية في مناطق واسعة من فرنسا. وسجلت رياح قوية تجاوزت سرعتها 100 كيلومتر في الساعة خلال الليل، مما تسبب في أضرار مادية كبيرة.
وأفادت السلطات المدنية بسقوط أغراض وأشجار على الطرقات، وتضرر البنية التحتية والمنازل خاصة في الأسقف، إلى جانب فيضانات وانقطاعات في التيار الكهربائي في العديد من المناطق.
في بلدة فالاي (إقليم يور)، ضرب البرق برج كنيسة مما أدى إلى انهياره جزئياً، وفي بلدة هيركيفيل القريبة تضررت سقوف قاعة الاحتفالات بشكل كبير.
كما تأثر مشتركو شركة الاتصالات “فري” بمشاكل في الشبكة في سبعة أقاليم، وفقاً للسلطات المدنية.
نفذ رجال الإطفاء حوالي 2500 تدخل في مختلف أنحاء فرنسا خلال ليلة الأربعاء إلى الخميس، للتعامل مع آثار العواصف وإنقاذ المتضررين.
تؤكد هذه العواصف العنيفة على الحاجة الملحة لتعزيز الاستعدادات لمواجهة الكوارث الطبيعية، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية التي تزيد من حدة مثل هذه الظواهر الجوية.
عن موقع: فاس نيوز